بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم محسن جوامير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أخيكم الشيخ محمود الصميدعي خطيب جامع أم القرى ببغداد
الحبيبة
مع التحية والتقدير :
أنا أشكر لكم مجموعة النصائح التي قدمتموها في مقالكم الكريم
في /7/2005م ,وألمس من خلال كلماتكم صدق الأخوة والانتماء..وما ذلك إلا عتاب
الأخ الذي تؤلمه كبوة أخيه – إن كنت قد فسرتها كبوة – وهي ليست كذلك.وكنت أتمنى
عليك أن لا تفهم مثل هذا الخطاب فهما خاطئا فترتب عليه مقالا واسعا فيه الكثير
من المشاكلات الأدبية..وأنت تعلم أن اليومين اللذين سبقا خطبة الجمعة آنذاك
تعالت فيهما أصوات إخواننا من العرب في المطالبة بفدراليات لم يسبق لتاريخ
العراق أن تكلم عنها.
فكان منهم من يريد بغداد والمحافظات التسع التي تقع جنوبها أن
يكون إقليم لطائفة مذهبية من أهل العراق..وكان منهم من يريد المحافظات الثلاث
الجنوبية أن تكون إقليما فيدراليا ينعم بما يدرّه نفط الجنوب من المال..وكان
منهم من يطالب بأن تكون للبصرة دون غيرها حصة غنية من مردودات النفط, ويهدد
الحكومة بأسبوعين و إلا ينفصل بالبصرة لوحدها كإقليم فيدرالي لوحده.
وما عنيته من قولي (أن الأصوات التي تتعالى بالفيدراليات هي
ليست أصوات الأوفياء لهذا البلد ) هو ليس إشارة إلى المطالبة الكردية بفدرالية
تتبع في منهجها لحكم البلد, وما عنيته بالثلة القليلة هو ليس إخواننا الكرد ولو
سمحت لي أن أقول لك انك أسئت الفهم لهذا القول وذهبت بعيدا عن حقيقة ما
أريد..إنما الثلة القليلة هم الذين يطالبون بفدراليات جنوبية وهم قلة من بين
جموع إخواننا في الجنوب الذين يرفضون ذلك ويتطلعون إلى بلد موحد ..بلد ليس فيه
طائفية ولا محاصصة.
أما بخصوص فدرالية إخواننا في شمال الوطن فإننا نقدر لهم
وضعهم الخاص ولا مشكلة لنا مع هذه الفيدرالية مادامت لا تروم انفصالا تاما عن
البلد..وما زالت تعتبر كركوك هي مدينة مشتركة بين العرب والأكراد والتركمان.
وجزاكم الله خيرا على ما قلمتموه ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته